الخميس، 18 يونيو 2015

تدريس مهارة القراءة و تطويرها


مقدمة
القراءة هي مهارة من المهارات اللغوية. وهى من أهمّ المهارات اللغوية الأربعة. لأنّها مفتاح جميع العلوم, و كانت الحياة ثابتة كما كانت بدون تتطور لولا القراءة. يستطيع الناس أن يستولى الأرض بالقراءة. وكان أوّل آية أنزل الله إلى نبيّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم يتضمن فيه الأمر بالقراءة.
هناك هدفان للقراءة، الأوّل تغيير رمز الكتابة والصوت والثاني فهم المعنى من القراءة. والهدف الأخير من القراءة طاقة الطالب أن يقرأ و يفهم ما قرأه من النصّ. و هذه المقالة تبحث عن مهارة القراءة و تقسيماتها و أهدافها و طرائق و مراحل تعليمها.


‌أ-         تعريف مهارة القراءة
يقصد بالمهارات اللغوية هو أداء لغوي صوتياً كان أو غيره يتميز بالسرعة والدقة والكفاءة والفهم ومراعاة القواعد اللغوية المنطوقة والمكتوبة[1]. وتعريف من القراءة هي النظر والفهم على المعنى المكتوبة بالجهر والصمت. وهي إحدى من فنون اللغة الّتي لا يتسنى للإنسان أن يتواصل مع غيره بدونها. وفيها مهارتين هما تعريف الرموز المكتوبة وفهم معان مقروء.
و نستطيع أن نقول أنّ القراءة بصر وبصيرة. أو نظر واستبصار. أن يستنجد القارئ أثناء القراءة بأقصى طاقة ذكائه ويستنفر آخر قوى ذهنه ويشحذ جميع قدرات عقله بمساعدة على النهوض باستدعاء المعنى الّذي يريده الكاتب وتفسير المادة المقروءة.
إنّ القراءة من المهارات الرئيسية اللازمة في تعلّم اللغة. أمّا المهارة الأخرى فهي فهم المسموع والكلام والكتابة[2]. تعتبر القراءة مهارة أساسية من مهارات التعليم أي لغة أجنبية. القراءة مهارة بديلة في الاتصال باللغة عن المهارات الشفوية ويصبح تعليمها وتعلّمها أمرا ضروريا ومفيدا[3]. وبالتالي تصبح هدفا رئيسيا من أهداف تعلّم اللغة الأجنبية. الهتمام في تعلّم اللّغة والفهم في المفردات يسبب إلى تسلُّط الطلاب على مهارة القراءة.
حينما يستمع التلاميذ إلى التلاميذ الأخرين وهم يقرؤون قراءة جهرية أو عندما يتحدثون عن موضوع معين في كتاب القراءة جارت العلاقة بين الاستماع والقراءة. وعندما يقرأ الطلاب النص فاستخدموا مهارة الكلام والكتابة فيه. كما قال الدكتور علي أحمد مدكر في كتابه تدريس فنون اللغة العربية: "القراءة تزداد معرفة التلاميذ بالكلمات والجمل والعبارات المستخدمة في الكلام والكتابة"[4]. ها هي العلاقة بين مهارة القراءة و مهارات أخرى.
فالقراءة الحقيقة تشمل جانبين:
1.       جانبا ميكانيا يشمل الاستجابات الفسيولوجية للرموز المكتوبة أي تعرف الكلمات والنطق بها
2.       جانبا عقليا يشمل فهم المعاني وتفسيرها وتحصيل فكر الكاتب وتقويمه والحكم عليه, وربط كلّ ذلك بالخبرة السابقة للقارىء والاستفادة منه[5].
‌ب-      تقسيمات القراءة
في القراءة بين نشاطين, منهما:
1.       تناول المادة المكتوبة تناولا صوتيا، وهذا قد يتم بصورة مقبولة من الناطق باللغة. وقد يسمي هذا النشاط بالقراءة الجهرية.
2.       محاولة استخراج المعنى من النص بشكل معقول من السرعة دون اللجوء إلى القراءة الجهرية. وقد سمي هذا النشاط بالقراءة الصامتة[6].
كانت القراءة الجهرية أصعب من القراءة الصامتة لأنّها تشمل على تعريف بصري للرموز الكتابية، وإدراك عقلي لمدلولتها ومعانيها، و بزيادة التعبير الشفهي عن هذه المدلولات والمعاني، بنطق الكلمات والجهر بها. وهي أحسن وسيلة لإتقان النطق, وإجادة الأداء، وتمثيل المعنى, ولاسيما في الصفوف الأولى، كما أنّها وسيلة للكشف عن أخطاء التلاميذ في النطق[7].
والقراءة الصامتة أسهل بكثير من القراءة الجهرية، وأيسر في تحصيل المادة المقروءة، وأقصر وقتا في إدراك المعاني واستحضارها عما نلاقيه في القراءة الجهرية. و القراءة الصامتة أكثر عونا للقارئ على الفهم إذا ما قسيت بالقراءة الجهرية، ومن ثم كان من الأهمّية بمكان تدريب التلاميذ في مختلف المراحل على هذا اللون من القراءة, والاستعانة على تدعيمها من خلال القراءات الحرة لبعض الكتب المناسبة في مكتبة المدرسة.[8]
تنقسم القراءة الصامتة إلى قسمين هما القراءة الشاملة يعني القراءة الواسعة، كان موضوعه كثير من النصوص في وقت اختصار. والقراءة المكثفة وهي المطالعة أو الدراسة المفصّلة عن الوظيفة القصيرة في الفصل صفحتين أو أربع صفحات كل يوم.[9]
‌ج-     أهداف تدريس القراءة
من أهمّ الأهداف المتوخاة من تدريس القراءة ما يلي:
1-              إكساب التلاميذ القدرة على نطق الكلمات نطقا سليما.
2-              إقدار التلاميذ على إخراج الحروف من مخارجها وتميز أصواتها.
3-              إكساب التلاميذ وصيدا من المفردات والتراكيب
4-              تنمية ميول التلاميذ نحو القراءة والاطلاع
5-              مساعدة التلاميذ على تكوين عادات التعرف البصري على الكلمات وفهم معناها أو معنى الجمل والتراكيب
6-              تنمية قدرة التلاميذ على توظيف علامة الترقيم ووضعها في مواضعها الصحيحة
7-              إقدار التلاميذ على القراءة السريعة الواعية المصحوبة بفهم المادة المقروءة في القرائتين الصامتة والجهرية
8-              تنمية ميول التلاميذ للاستماع بالمادة المقروءة وتذوقها
9-              توجيه التلاميذ إلى اسنخدام المعاجم والقواميس والمراجع ودوائر المعارف
10-         إقدار التلاميذ على تحليل وتفسير المادة المقروءة ونقدها وتقويما ثم قبولها أو رفضها وتوظيفها في حل ما يعن لهم من مشكلات
11-         إقدار التلاميذ على القراءة المتدفقة المصحوبة بتمثيل المعنى ومراعاة النبر والتنغيم[10].
‌د-          طرائق تعليم القراءة
هناك طريقتان لتدريس القراءة العربية هما:
1.           الطريقة الجزئية – التركيبية.
سميت بالطريقة الجزئية لأنّ تبدأ بتعليم الجزء (الحرف أو المقطع) أولا، ثمّ تركيب الجزء إلى جانب الجزء لتكوين الكلمة، وتركيب الكلمة إلى جانب الكلمة لتكوين الجملة، ثم تركيب البناء اللغوي المتكامل[11]. في هذه الطريقة تتكون من لأسلوبين منها:
-       الطريقة الهجائية أو الطريقة الحرفية هي أن يعلم المعلّم هنا بتعليم حروف الهجاء واحدا فواحدا ألف، باء, تاء...الخ. ويتعلّم المتعلّم هنا قراءة الحرف إذا رآه مكتوبا كما يتعلّم كتابة هذه الحروف. وبعد ذلك يتعلّم قراءة المقاطع والكلمات[12].
-       الطريقة الصوتية هي تدعو الحروف بصوته لا باسمه. ولكنّها قد تعيق سرعة القراءة لدي المتعلّم لأنّه قد يتعود التهجئة.  بموجب الطريقة الصوتية تعلّم الحروف مفتوحة أولا كمثل بَ، تَ...الخ. ثمّ تعلّم مضمومة ثمّ مكسورة ثمّ ساكنة. ثمّ تعلّم قراءة الحروف وهي منونة بالفتح ثمّ منونة بالضمّ ثمّ منونة بالكسر، ثمّ تعلّم قراءة الحروف وهي مشددة بالفتح ثمّ بالضمّ ثمّ بالكسر، ثمّ تعلّم وهي مشددة مع تنوين الفتح ثمّ مع تنوين الضمّ ثمّ مع تنوين الكسر.[13] لا تعلّم المتعلّم حرف (القاف) مثلا، على أنه (قاف) بل على أنه صوت (قَ). فالطفل يقرأ كلمة (قَرَأَ) على أنّها ثلاثة أصوات (قَ-رَ-أَ) مجتمعة.

2.           الطريقة الكلّية – التحليلية
تسمى بالكلية لأنها تبدأ من كليات التى تتكون من أجزاء، تشكل في مجموعها كلا متماسكا يؤدّي معنىً بذاته. وهي تحليلية لأنّ تعليم هذه الكليّات للأطفال لا يتمّ إلاّ بتحليلها إلى أجزائها ومكوّناتها، واكتشاف العلاقة القائمة بينها[14]. وتتكون من الأساليب منها:
-       طريقة الكلمة هي إحدى الطرق الكلية لأنّ المتعلّم يتعلّم الكلمة أولا ثمّ يتعلّم الحروف التي تكونت منها الكلمة. وفي تنفيذ الطريقة الكلمة يقوم المعلّم بعرض الكلمة مقرونة بالصورة المناسبة وينطق المعلّم الكلمة عدة مرات، ويكرر الطلاب من بعده. ثمّ يعرض المعلّم الكلمة من غير صورة ليطلب من طلابه قراءتها. وبعد أن يستطيع المتعلّم قراءة الكلمة، بدأ المعلّم في تحليلها إلى الحروف الّتي تتكون منها.[15]
-       طريقة الجملة هي التي يبدأ بجملة تامّة المعنى. وطريقتها أن يقدّم المعلّم لمتعلمه جملة قليلة الألفاظ مألوفة المعاني. ولا تختلف خطواتها الباقية عن خطوات طريقة الكلمة[16].
-       طريقة العبارة هي طريقة الجملة ذاتها، إلاّ أنّ العبارة لا يشترط فيها المعنى التام، فيقدّم اختيار ألفاظ العبارة على معناها المتكامل[17].
-       طريقة القصة والأغنية هي تطوير لطريقة الجملة، فبدلا من أن يكون الدرس جملة واحدة، محدودة بمعناها، يكون بضع جمل تشكّل حكاية بسيطة أو أنشودة جميلة أو غناء[18].
‌ه-         مراحيل تعليم القراءة
في تعليم القراءة ثلاثة المراحيل، منها:
1.           مرحلة الاستعداد للقراءة هي مرحلة يستعان فيها بالصورة المألوفة ثم يدرب الطالب على نطق الكلمة أو الجملة التى تدل على الصورة دون وجود للكلمات، ثم يدرب على وجود الكلمة أو الجملة مع الصورة، وهي مرحلة لا تنقيد بزمن وقد تسبق دخول المدرسة.
2.           مرحلة التهجي هي مرحلة يكتسب التلاميذ فيها الميل إلى تعلم القراءة والتفكير البسيط فيما يقرأ، وفي هذه المرحلة تصحب الكتابة القراءة فهما وجهان لعملة واحدة هي التهجي.
3.           مرحلة البدء في تعليم القراءة هي مرحلة يتعلم فيها التلاميذ الاستمرار في القراءة، وخاصة القصص والقطع السهلة، ةوفيها يعتمد التلاميذ على أنفسهم في القراءة، وليس لهذه المرحلة وقت معين، بل تختلف قدرة التلاميذ على التعلم[19].

‌و-          الخلاصة
إنّ القراءة من المهارات الرئيسية اللازمة في تعلّم اللغة. و هي النظر والفهم على المعنى المكتوبة بالجهر والصمت. و تنقسم إلى القراءة الصامتة و القراءة الجهرية. من أهمّ الأهداف المتوخاة من تدريس القراءة هو إكساب التلاميذ القدرة على نطق الكلمات نطقا سليما. و إقدار التلاميذ على إخراج الحروف من مخارجها وتميز أصواتها. و إكساب التلاميذ وصيدا من المفردات والتراكيب و تنمية ميول التلاميذ نحو القراءة والاطلاع و غير ذلك.
هناك طريقتان لتدريس القراءة العربية  وهما: الطريقة الجزئية – التركيبية والطريقة الكلّية – التحليلية. و مراحل القراءة ثلاثة، و هى: مرحلة الاستعداد للقراءة و مرحلة التهجي  و مرحلة البدء في تعليم القراءة
المراجع
فؤاد علينا، أحمد. المهارات اللغوية ما هيتها وطرائق تدريسها.  الرياض: دارالسلام. 1993
الناقة، محمود كامل. تعليم اللغة العربية للناطفين بلغات أخرى. مكة: جامعة أمّ القرى.
مدكور، علي أحمد. تدريس فنون اللغة العربية. الكويت: مكتب الفلاح. 1984
الركابي، جودت. طرق تدريس اللغة العربية. دمشق: دار الفكر. 1998
هادي، نور. الموجة لتعليم المهارات اللغوية لغير الناطقين بها. مالانج: جامعة الإسلامية الحكومية مولانا مالك إبراهيم. 2011
معروف، نايف محمود. خصائص العربية وطرائق تدريسها. بيروت: دارالنفائس. 1985.
Henry Guntur Tarigan. Membaca sebagai suatu ketrampilan berbahasa. (Bandung: Angkasa. 2008)




[1] أحمد فؤاد علينا. المهارات اللغوية ما هيتها وطرائق تدريسها. ( الرياض: دارالسلام. 1993) ص: 8
[2] الدكتور محمد علي الخولي. أساليب تدريس اللغة العربية. (جميع الحقوق محفوظة للمؤلف.) ص: 107
[3] الدكتور محمود كامل الناقة. تعليم اللغة العربية للناطفين بلغات أخرى. (مكة: جامعة أمّ القرى. ) ص: 185
[4] الدكتور علي أحمد مدكور. تدريس فنون اللغة العربية. (الكويت: مكتب الفلاح. 1984) ص: 104
[5] الدكتور محمود كامل الناقة. المرجع السابق.  ص: 186
[6] المرجع السابق. ص: 187
[7]الدكتور جودت الركابي. طرق تدريس اللغة العربية. (دمشق: دار الفكر. 1998) ص: 88
[8] نور هادي. الموجة لتعليم المهارات اللغوية لغير الناطقين بها. (مالانج: جامعة الإسلامية الحكومية مولانا مالك إبراهيم. 2011) ص: 78
[9] بترجمة من
Prof. DR. Henry Guntur Tarigan. Membaca sebagai suatu ketrampilan berbahasa. (Bandung: Angkasa. 2008) hal: 32
[10] نور هادي. المرجع السابق.  ص: 63

[11] الدكتور نايف محمود معروف. خصائص العربية وطرائق تدريسها. (بيروت: دارالنفائس. 1985) ص:97
[12] دكتور محمد علي الخولي. المرجع السابق. ص: 108
[13] المرجع السابق. ص: 109
[14] الدكتور نايف محمود معروف. المرجع السابق. ص: 99
[15] الدكتور محمد علي الخولي. المراجع السابق. ص: 110
[16] الدكتور نايف محمود معروف. المرجع السايق. ص: 100
[17] المرجع السابق. ص: 100
[18] المرجع السابق. ص: 100
[19] الدكتور فؤاد محمود علينا. المرجع السابق. ص: 147

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق